التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ} (27)

كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ { 26 } وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ { 27 } فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ { 28 }

هذا المقطع فصل جديد في الخطاب والتقرير مع اتصاله ببيان عظمة الله . فالآيات السابقة احتوت تقريرات عن آلاء الله وكونه ونواميسه ونعمته على الإنسان ووصاياه له . وهذا المقطع احتوى تقريرا عن ذات الله . والأسلوب كسابقه تقريري عام وهدفه تقرير عظمة الله أيضا : فكل كائن سواه قابل للفناء وهو الباقي الذي لا يطرأ عليه زوال ولا تغيير . وتعبير { وَجْهُ رَبِّكَ } بمعنى ذات الله عز وجل هو تعبير أسلوبي مألوف من المخاطبات البشرية التي نزل القرآن بأسلوبها . وقد نبّهنا على ما ينبغي أن يفهم من كلمة ( وجه الله ) وأمثالها مع وجوب تنزيه الله عن مماثلة خلقه في سياق الآية [ 88 ] من سورة القصص بما يغني عن التكرار .