{ ويبقى وجه ربك } الوجه عبارة عن ذاته سبحانه ووجوده ، وقد تقدم في سورة البقرة بيان معنى هذا ، وقيل : المعنى وتبقى حجته التي يتقرب بها إليه والأول أولى ، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، أو لكل من يصلح له ، وخاطب الاثنين في قوله : { فبأي آلاء ربكما } ، وخاطب هنا الواحد لأن الإشارة ههنا وقعت إلى كل أحد ، فقال : ويبقى وجه ربك أيها السامع ، ليعلم كل أحد أن غيره فان ، فلو قال : ويبقى وجه ربكما لكان كل أحد يخرج نفسه ورفيقه المخاطب عن الفناء ، ولم يقل ويبقى وجه الرب من غير الخطاب مع أنه أدل على فناء الكل ، لأن كاف الخطاب في الرب إشارة إلى اللطف ، والإبقاء إشارة إلى القهر ، والموضوع موضع بيان اللطف وتعديد النعم ، فلهذا قال : بلفظ الرب وكاف الخطاب .
{ ذو الجلال } أي ذو العظمة والكبرياء ، واستحقاق صفات المدح ، يقال : جل الشيء أي عظم ، وأجللته أي أعظمته وهو اسم من جل ، قرأ الجمهور ذو على أنه صفة لوجه وقرئ ذي على أنه صفة لرب .
{ والإكرام } معناه أنه يكرم عن كل شيء لا يليق به وقيل : إنه ذو الإكرام لأوليائه ، ففي وصفه بذلك بعد ذكر فناء الخلق ، وبقائه تعالى إيذان بأنه تعالى يفيض عليهم بعد فنائهم آثار لطفه وكرمه حسبما ينبئ عنه قوله : { فبأي آلاء } ، فإن إحياءهم بالحياة الأبدية وإثابتهم بالنعيم المقيم من أجل النعم وأعظم الآلاء .
وعن " أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألظو بياذا الجلال والإكرام " أخرجه الترمذي ، وقال الحاكم : حديث صحيح الإسناد ومعنى ألظوا ألزموا هذه الدعوة وأكثروا منها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.