محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ} (27)

{ كل من عليها فان } أي : من على ظهر الأرض هالك

{ ويبقى وجه ربك } أي ذاته الكريمة { ذو الجلال } أي العظمة والعلوّ والكبرياء { والإكرام } أي التفضل العام ، وهذه الآية كآية{[6890]} { كل شيء هالك إلا وجهه } .

/ ولما كان فناء الخلق سببا لبعثهم للنشأة الأخرى التي يظهر بها المحق من المبطل ، وينقلب الأول بالثواب ، ويبوء الآخر بالعقاب ، وذلك من أعظم النعم التي يشمل فيها العدل الإلهي المكلفين – قال سبحانه : { فبأي آلاء ربكما تكذبان } .

وقد أشار الرازي إلى ما في قوله تعالى : { كل من عليها فان } من الفوائد ، بقوله : فيه فوائد : منها- الحث على العبادة ، وصرف الزمان اليسير إلى الطاعة .

ومنها – المنع من الوثوق بما يكون للمرء . فلا يقول – إذا كان في نعمة – إنها لن تذهب فيترك الرجوع إلى الله ، معتمدا على ماله وملكه .

ومنها – الأمر بالصبر إن كان في ضر ، فلا يكفر بالله معتمدا على أن الأمر ذاهب ، والضر زائل .

ومنها – ترك اتخاذ الغير معبودا ، والزجر عن الاغترار بالقرب من الملوك ، وترك التقرب إلى الله تعالى . فإن أمرهم إلى الزوال قريب .

ومنها – حسن التوحيد ، وترك الشرك الظاهر والخفيّ جميعا ، لأن الفاني لا يصلح لأن يعبد .


[6890]:[28 /القصص / 88].