جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِن كَادُواْ لَيَسۡتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ لِيُخۡرِجُوكَ مِنۡهَاۖ وَإِذٗا لَّا يَلۡبَثُونَ خِلَٰفَكَ إِلَّا قَلِيلٗا} (76)

{ وَإِن كَادُواْ } إن مخففة مثل الأول ، { لَيَسْتَفِزُّونَكَ } : يزعجونك ، { مِنَ الأَرْضِ } : أرض مكة أو المدينة ، { لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا } قيل : نزلت حين هم قريش بإخراج الرسول من بين أظهرهم ، { وَإِذًا } : لو خرجت ، { لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ } : لا يبقون بعد خروجك ، { إِلاَّ قَلِيلاً } : إلا زمانا قليلا وقد كان كذلك فإنه قد وقع على أكثرهم بعد سنة واقعة بدر ، وقيل نزلت في المدينة حين قالت اليهود : إن الشام مسكن الأنبياء وأنك إن كنت تسكن فيها آمنا بك فوقع ذلك في قلبه الأشرف لكن السورة مكية{[2890]} بتمامها عند الأكثر فالأول أقرب .


[2890]:فتوجيه الآية كما نقل محيي السنة عن الإمام الكلبي أن الكفار بأجمعهم هموا أن يستفزوه من أرض العرب بتظاهرهم عليه فلم ينالوا منه ما أملوا / 12 وجيز.