جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةِۭ بَطِرَتۡ مَعِيشَتَهَاۖ فَتِلۡكَ مَسَٰكِنُهُمۡ لَمۡ تُسۡكَن مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ إِلَّا قَلِيلٗاۖ وَكُنَّا نَحۡنُ ٱلۡوَٰرِثِينَ} (58)

ثم بين أنهم أحقاء بأن يخافوا بأس الله لا العرب ، فقال : { وَكَمْ{[3865]} أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ } أي : من أهلها { بَطِرَتْ } طغت وأشرت تلك القرية { مَعِيشَتَهَا } أي : في معيشتها منصوب بنزع الخافض أو مفعول بطرت بتضمين كفرت يقال : بطر فلان نعمة الله أي : استخفها وكفرها { فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ } خاوية { لَمْ تُسْكَن } من السكنى { مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا } أي : إلا سكنى قليلا إذ لا يسكنها إلا المسافر حين العبور { وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ } إذ لم يبق أحد منهم يرثهم


[3865]:ولما ذكر تأمينهم وإنجائهم وتمكينهم مع أنهم قائلون معترفون بضعفهم أتبعه بما وقع من إهلاك قرى أقوياء يخاف الناس من سطوتهم فالأول ترغيب والثاني ترهيب فقال: {وكم أهلكنا من قرية} الآية /12 وجيز.