وقوله : { وَكَمْ أَهْلَكْنا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها58 } بطرتها : كفرتها وخَسِرَتْها ونَصبُكَ المعيشة من جهة قوله { إلاّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ } إنما المعنى والله أعلم - أبطرتها معيشتُها ؛ كما تقول : أبطركَ مالُك وبَطِرتَه ، وأسْفهك رأيُكَ فسفِهته . فذُكرت المعيشة لأن الفعل كان لها في الأصل ، فحوِّل إلى ما أضيفت إِليه . وكأنّ نصبه كنصب قوله { فإنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شيء مِنْهُ نَفْساً } أَلاَ ترى أن الطِيب كان للنفس ، فلما حَوَّلته إلى صاحب النفْس خرجتِ النفسُ منصوبة لتفسِّر معنى الطيب . وكذلك { ضقنا به ذَْرْعاً } إنما كان المعنى : ضاق به ذَرْعُنا .
وقوله : { لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً } معناه : خرِبت من بعدهم فلم يُعمر منها إلاّ القليل ، وسائرها خراب . وأنت ترى اللفظ كَأنها سُكنت قليلاً ثم تُركت ، والمعنى على ما أنبأتكَ به مثلُه : ما أعطيتكَ دراهمكَ إلاَّ قليلاً ، إنما تريد : إلاّ قليلاً منها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.