غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةِۭ بَطِرَتۡ مَعِيشَتَهَاۖ فَتِلۡكَ مَسَٰكِنُهُمۡ لَمۡ تُسۡكَن مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ إِلَّا قَلِيلٗاۖ وَكُنَّا نَحۡنُ ٱلۡوَٰرِثِينَ} (58)

43

ثم أجاب عن شبهتهم بحديث آخر مخلوط بالوعيد . وانتصب { معيشتها } بنزع الخافض كقوله { واختار موسى قومه } [ الأعراف : 155 ] أو على أنه ظرف مكان مجازاً كأن النظر استقر في المعيشة ، أو على حذف المضاف أي بطرت أيام معيشتها كخفوق النجم ، أو بتضمين بطرت معنى كفرت وعطلت ، والبطر سوء احتمال الغنى وهو أن لا يحفظ حق الله فيه . ومعنى { إلا قليلاً } قال ابن عباس : أي لم يسكنها إلا المسافر ومارّ الطريق يوماً أو ساعة . ويجوز أن يكون شؤم معاصيهم بقي في ديارهم فكل من سكنها من أعقابهم لم يسكن إلا قليلاً . { وكنا نحن الوارثين } كقوله { ولله ميراث السموات والأرض } [ آل عمران : 180 ] لأنه الباقي بعد فناء خلقه .

/خ70