قوله : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ } أي : من أهل قرية «بَطِرَتْ معيشتها » ، قال الزمخشري : البطر سوء احتمال الغنى ، وهو أن لا يحفظ حق الله تعالى{[40600]} ، وانتصب «مَعِيشَتهَا » إما بحذف الجار واتصال الفعل{[40601]} كقوله : { واختار موسى قَوْمَهُ } [ الأعراف : 155 ] ، أو بتقدير حذف ظرف الزمان ، أصله : بطرت أيَّام معيشتها{[40602]} ، وإما بتضمين «بَطِرَتْ » معنى كفرت أو خسرت{[40603]} أو على التمييز{[40604]} أو على التشبيه بالمفعول به{[40605]} ، وهو قريب من «سَفِهَ نَفْسَه »{[40606]} . قال عطاء : عاشوا في البطر فأكلوا رزق الله ، وعبدوا غيره{[40607]} .
قوله : { فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً } قال ابن عباس لم يسكنها إلا المسافرون ، ومارُّ الطريق يوماً أو ساعة{[40608]} .
معناه : لم تسكن من بعدهم إلا سكوناً يسيراً قليلاً ، وقيل : لم يعمَّر منها إلا أقلها وأكثرها خراب{[40609]} ، فقوله : «لَمْ تُسْكَنْ » جملة حالية ، والعامل فيها معنى تلك{[40610]} ، ويجوز أن يكون خبراً ثانياً{[40611]} ، و «إلا قليلاً » أي : إلا سكنى قليلاً{[40612]} ، أو{[40613]} إلا زماناً قليلاً{[40614]} ، أو إلا مكاناً قليلاً{[40615]} . { وَكُنَّا نَحْنُ الوارثين } . كقوله : { إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأرض وَمَنْ عَلَيْهَا } [ مريم : 40 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.