جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقَالُوٓاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلۡهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفۡ مِنۡ أَرۡضِنَآۚ أَوَلَمۡ نُمَكِّن لَّهُمۡ حَرَمًا ءَامِنٗا يُجۡبَىٰٓ إِلَيۡهِ ثَمَرَٰتُ كُلِّ شَيۡءٖ رِّزۡقٗا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (57)

{ وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ } نؤمن بك { نُتَخَطَّفْ مِنْ{[3863]} أَرْضِنَا } نخرج من بلادنا ، نزلت في قوم قالوا : نحن نعلم صدقك لكنا إن اتبعناك خفنا أن يخرجنا العرب من أرضنا مكة لإجماعهم على خلافنا فرد الله قولهم بقوله { أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ } أو لم نجعل مكانهم { حَرَمًا آمِنًا } مع كفرهم ، فكيف نعرضهم للتخوف والتخطف إذا كانوا موحدين ! يعني : هم كاذبون في عذرهم { يُجْبَى } يجمع ويحمل { إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ } أي : ثمرات كثيرة{[3864]} { رِزْقًا مِن لَّدُنَّا } مصدر من معنى يجبي ؛ لأنه في معنى يرزق أو مفعول له أو حال بمعنى مرزوقا من ثمرات وجاز لتخصصها بالإضافة { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } جهلة ، ولذلك قالوا ما قالوا .


[3863]:كما يتخطف العصافير من أوكارها، لمخافة كافة العرب لأنا نصير قليلا من غير نصير والاختطاف الانتزاع بسرعة /12 وجيز.
[3864]:أي: ثمرات كثيرة من أنواع متباينة من ثمرات البلاد الحارة والباردة ففيه الفواكه مع أنه واد غير ذي زرع وفي فعل المضارع إشارة إلى أن هذا يبقى مستمرا /12.