جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (23)

{ فدلاهما } خدعهما { بغرور } بما غرهما به من القسم { فلما ذاقا الشجرة } وجد طعمها { بدت لهما سوءاتُهما } بأن تهافت عنهما لباسهما { وطفقا } أخذا { يخصفان } يلزقان { عليهما من ورق } أشجار { الجنة وناداهما{[1588]} ربهما ألم أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ( 22 ) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } الهالكين ، والأصح أن هذه كلمات تلقاها آدم من ربه{[1589]} فتاب عليه .


[1588]:فيه إثبات النداء لله تعالى، وأنه صفة من صفات الله تعالى أثبته لنفسه في عدة مواضع من كتابه فلابد من إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، ونفي مماثلته لخلقه، فمن قال: ليس لله علم ولا قوة ولا رحمة ولا كلام ولا يحب ولا يرضى ولا نادى ولا ناجى ولا استوى كان معطلا جامدا ممثلا له بالمعدومات والجمادات، ومن قال: له علم كعلمي وقوة كقوتي أو حب كحبي أو رضا كرضائي أو يدان كيدي، أو استواء كاستوائي كان مشبها ممثلا له بالحيوانات، بل لابد من إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل ولله المثل الأعلى وكذا قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام في رسالته التدمرية/12.
[1589]:يعني قوله: (فتلقى آدم من ربه كلمات) (البقرة: 37)، إشارة إلى هذه الكلمات/12.