بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (23)

قوله عز وجل : { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا } بأكلنا الشجرة فاغفر لنا وتجاوز عن معصيتنا { وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا } يعني : إن لم تتجاوز عن ذنوبنا { لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسرين } بالعقوبة فهذه لام القسم كأنهما قالا : والله لنكونن من الخاسرين إن لم تغفر لنا وترحمنا . وقد ذكر الله تعالى قبول توبتهما في سورة البقرة . وهو قوله تعالى : { فتلقى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التواب الرحيم } [ البقرة : 37 ] أي قبل توبته . وفي الآية دليل أنّ الله تعالى يعذب عباده إذا أصروا على الذنوب ويتجاوز عنهم إذا تابوا ، لأن إبليس لم يتب ، وسأل النظرة ، فجعل مأواه جهنم . وتاب آدم ورجع عن ذنبه فقبل توبته .