جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ وَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۚ كَمَا بَدَأَكُمۡ تَعُودُونَ} (29)

{ قل أمر ربي بالقسط } بالعدل لا الإفراط ولا التفريط { وأقيموا } عطف على أمر ربي ، ومثله شائع{[1600]} { وجوهكم عند كل مسجد } استقيموا في العبادة في محالها وهي متابعة الأنبياء أو وجهوا وجوهكم إلى الكعبة في الصلاة حيث كنتم ، أو صلوا في أي مسجد كنتم فيه إذا حضرت الصلاة ولا تؤخروها إلى مساجدكم { وادعوه مخلصين } فلا تقبل عبادة إلا إذا كانت موافقة للشريعة خالصة { له الدين } الطاعة { كما{[1601]} بدأكم } أنشأكم ابتداء { تعودون } بإحيائكم وإيجادكم بعد موتكم وفنائكم أو كما خلقكم مؤمنا وكافرا تعودون{[1602]} مؤمنا وكافرا .


[1600]:يعني عطف الإنشاء على الإخبار وهو على سبيل الحكاية وبتأويل هذا الكلام ومثله شائع/12 منه.
[1601]:ولما أمر بالطاعة الخالصة لله تعالى توجه النفس إلى فائدتها وظهور إفادتها يوم الدين أشد على هذا اليوم فقال: (كما بدأ لكم) الآية/12 وجيز.
[1602]:قال السدي: معناه كما خلقناكم فريق مهتدون وفريق ضلال كذلك تعودون: تخرجون من بطون أمهاتكم/12 منه.