جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ قَالَ أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ} (12)

{ قال ما منعك ألا تسجد } منع بمعنى أحوج واضطر ؛ لأن الممنوع عن شيء مضطر إلى خلافه ، أي : ما أحوجك إلى عدم السجدة ؟ أو لا زائدة{[1582]} مؤكدة{[1583]} معنى الفعل الداخلة هي عليه والسؤال للتوبيخ { إذ أمرتك قال أنا خير منه } كأنه قال : المانع أني خير منه .

{ خلقتني من نار وخلقته من طين } والنار ألطف وأنور ، فقاس وقصر النظر{[1584]} بالعنصر ، وما نظر إلى تشريف خلقه بيده ونفخ روحه فيه ، وأخطأ في القياس أيضا ، فإن من طين الحلم والوقار والرزانة والصبر وهو محل النبات والنمو ، ومن النار الإهلاك والطيش والسرعة والارتفاع .


[1582]:وقيل: الأولى إنها زائدة؛ لأن زيادتها في صدر الكلام معهود نحو(لا أقسم) (فلا أقسم) ولها مواقع خاصة/12 وجيز.
[1583]:بدليل قوله تعالى في سورة ص (ما منعك أن تسجد) (ص: 57) قاله الكسائي والفراء والزجاج/12 فتح البيان.
[1584]:قال ابن عباس: أول من قاس إبليس فأخطأ القياس، فمن قاس الدين بشيء من رأيه قرنه الله مع إبليس. قال ابن سيرين: ما عبدت الشمس والقمر إلا بالقياس/12 معالم.