جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلَّيۡلِ إِذَا عَسۡعَسَ} (17)

{ والليل إذا عسعس{[5304]} } : أقبل ظلامه ، أو أدبر ، والأول أولى لقوله تعالى : { والضحى والليل إذا سجى }( الضحى :2 ، 1 ) { والليل إذا يغشى } ( الليل :1 ) والتحقيق أن الواو للعطف ، والظرف في مثل هذه الموضع معمول مضاف مقدر ، أي : وبعظمة الليل إذا ، فإن الإقسام بالشيء إعظام له ، كما صرح الزمخشري في { لا أقسم بيوم القيامة } ( القيامة :1 ) لا أنه معمول لفعل القسم لفساد المعنى ، إذ ليس المراد أن إقسامه وفي الليل ، وفي الصبح ، أو إذا بدل كأنه قيل : والليل وقت غشيانه ، ومثل هذا الشائع ،


[5304]:ذكر أهل اللغة: أن عسعس من الأضداد، يقال: عسعس الليل إذا أقبل، وعسعس: إذا أدبر/12 كبير.