النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلَّيۡلِ إِذَا عَسۡعَسَ} (17)

{ والليلِ إذا عَسْعَسَ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : أظلم ، قاله ابن مسعود ومجاهد ، قال الشاعر{[3213]} :

حتى إذ ما لَيْلُهُنَّ عَسْعَسا *** رَكِبْنَ مِن حَدِّ الظّلامِ حِنْدساً

الثاني : إذا ولى ، قاله ابن عباس وابن زيد ، قال الشاعر :

حتى إذا الصبح لها تنفسا *** وانجاب عنها ليلها وعسعسا

الثالث : إذا أقبل ، قاله ابن جبير وقتادة ، وأصله العس وهو الامتلاء ، ومنه قيل للقدح الكبير عس لامتلائه بما فيه ، فانطلق على إقبال الليل لابتداء امتلائه ، وانطلق على ظلامه لاستكمال امتلائه ،


[3213]:هو علقمة بن قرط كما ذكر القرطبي. وفي الكشاف أنه العجاج.