فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّيۡلِ إِذَا عَسۡعَسَ} (17)

{ والليل إذا عسعس } أي أقبل بظلامه أو أدبر ، قال أهل اللغة : هو من الأضداد . يقال عسعس الليل إذا أقبل ، وعسعس إذا أدبر ، ويدل على أن المراد هنا أدبر قوله الآتي { والصبح إذا تنفس } قال الفراء : أجمع المفسرون على أن معنى عسعس أدبر كذا حكاه عنه الجوهري ، وقال الحسن : أقبل ظلامه ، قال الفراء العرب تقول عسعس الليل إذا أقبل وإذا أدبر .

وهذا لا ينافي ما تقدم عنه لأنه حكى عن المفسرين أنهم أجمعوا على حمل معناه في هذه الآية على أدبر ، وإن كان في الأصل مشتركا بين الإقبال والإدبار ، قال المبرد هو من الأضداد ، قال والمعنيان يرجعان إلى شيء واحد وهو ابتداء الظلام في أوله وإدباره في آخره ، قال ابن عباس عسعس أدبر وعنه قال إقبال سواده .