جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجۡنُونٖ} (22)

{ وما صاحبكم } : محمد عليه السلام ، { بمجنون } ، كما زعمتم ، وهذا أيضا من جواب القسم ، والكلام مسوق لحقيقة المنزل ، ليدل على صدق ما فيه من أهوال القيامة ، ووصف الآتي بالقول يؤيد ذلك ، ويشد عضده ، وأما وصف من أنزل عليه فلا مدخل{[5306]} له في هذا الغرض الذي هو حقية القرآن ، ولذا وصف جبريل ، واكتفى في وصف محمد عليهما السلام بنفي الجنون المزعوم المنافي لأن يكون صاحبه ممن أنزل عليه ،


[5306]:هذا رد الزمخشري حيث قال: وناهيك بهذا دليلا على مبائنة منزلة جبريل علا بمنزلة أفضل الإنس محمد عليه السلام، وإذا وازنت بين الذكرين حين فرقت بينهما وقايست بين قول إنه لقول رسول الله، وبين قوله:{وما صاحبكم بمجنون}/12 منه.