الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلَّيۡلِ إِذَا عَسۡعَسَ} (17)

- ثم قال تعالى : ( والليل إذا عسعس )

( قال ابن عباس رضي الله عنه : ( عسعس ) {[74041]} : " أدبر " وهو قول علي {[74042]} ومجاهد {[74043]} وقتادة {[74044]} .

وقال زيد {[74045]} بن أسلم ( عسعس ) : ذهب {[74046]} .

وقال الحسن : ( عسعس ) : إذا غشي الناس بظلامه {[74047]}, وهو قول {[74048]} الفراء {[74049]} .

والعرب تقول : عسعس الليل وسعسع {[74050]} : إذا أدبر فلم يبق منه إلا اليسير {[74051]} .

وقيل : هو من الأضداد {[74052]} .

وقال {[74053]} المبرد : ليس هو من الأضداد {[74054]} ، لكن يقال : عسعس {[74055]} إذا لم يستحكم ظلمته ، فهذا يصلح {[74056]} لأوله ولآخره {[74057]} .


[74041]:ساقط من ث.
[74042]:جامع البيان 30/78 وأخرجه أيضاً عن الضحاك. وقاله الفراء في معانيه 3/242 وحكي إجماع المفسرين عليه.
[74043]:تفسير مجاهد ص: 708. والذي في جامع البيان 30/78 بإسناد آخر مجاهد قال: "(والليل إذا عسعس) قال: إقباله: ويقال إدباره" كأنه يحكيه!.
[74044]:انظر: جامع البيان 30/78.
[74045]:أ: ابن زيد.
[74046]:انظر: تفسير ابن كثير 4/511 وحكاه عن ابنه عبد الرحمن أيضاً.
[74047]:انظر: جامع البيان 30/78.
[74048]:أ: مذهب.
[74049]:الذي في معانيه 3/242: "اجتمع المفسرون على أن معنى (عَسْعَسَ): أدبر، وكان بعض أصحابنا يزعم أن (عَسْعَسَ دنا من أوله وأظلم". وهذا المعنى الأخير هو الذي يشبه قول الحسن، والفراء إنما يحكيه وليس يقول به، بل الظاهر من كلامه أنه يقول بالقول الأول. وانظر: زاد المسير 9/42.
[74050]:ث: وعسعس أ: وسعس.
[74051]:حكاه القرطبي في تفسيره: 19/238 عن الفراء. وهو ما حكاه عنه ابن الجوزي في زاد المسير 9/42 أيضاً قال: "وَلَّى". فلعل للفراء قولين في المسألة.
[74052]:أ: الاضضاد. وحكاه القرطبي في تفسيره: 19/238 عن الخليل والمبرد وهو مذهب الزجاج في معانيه 5/212.
[74053]:ث: قال.
[74054]:أ: الاضضاد. وهو تصحيف.
[74055]:أ: عسس.
[74056]:ث: يصح.
[74057]:ث: واخره. وهذا عكس ما حكاه القرطبي في تفسيره: 19/238 عن المبرد أنه من الأضداد وانظر: المحرر 16/242.