وقوله : { لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ 22 }
كلمة كانت في الأصل بمنزلة لا بُدَّ أنّك قائم ولا محالة أَنّك ذاهب ، فجرت على ذلك ، وكثر استعمالهم إيَّاها ، حتَّى صَارت بمنزلة حقّا ؛ ألا ترى أَن العرب تقول : لا جَرَم لآتينك ، لا جرم قد أحسنتَ . وكذلك فسّرها المفسّرون بمعنى الحقِّ . وأصلها من جَرَمت أي كسبت الذنب وجَرَّمته . وليس قول من قال إنّ جَرَمت كقولك : حَقُقت أو حُقِقت بشيء وإنما لَبَّسَ على قائله قول الشاعر :
ولقد طَعْنتُ أَبا عُيَيْنة طعنةً *** جَرَمت فزارةُ بعدها أن تغضبا
فرفعوا ( فَزارة ) قالوا : نجعل الفعل لفزاره كأنه بمنزلة حُقَّ لها أو حقَّ لها أن تغضب وفَزارة منصوبة في قول الفراء أي جَرَمَتهم الطعنةُ أن يغضبوا .
ولكثرتها في الكلام حُذفت منها الميم فبنو فزارة يقولون : لا جَرَ أَنك قائم . وتوصل من أوّلها بذا ، أنشدني بعض بنى كلاب :
إن كلاباً والدِي لاذا جَرَمْ *** لأَهْدِرَنَّ اليوم هدراً صادقا
هدر المعنَّى ذى الشقاشيق اللهِم *** . . .
أحقّا عبادَ الله جُرْأةُ مُحْلِقٍ *** على وقد أَعييتُ عادَ وتُبَّعا
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.