ثم قال تعالى : { لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون }[ 22 ] ، و{ لا جرم }{[32139]} عند سيبويه ، والخليل بمعنى : حق{[32140]} . وأن في موضع رفع{[32141]} ، وجيء ب( لا ) عند الخليل{[32142]} ليعلم أن المخاطب لم يُبتدأ به كلامه ، وإنما خاطب غيره{[32143]} .
وقال الزجاج : لا{[32144]} هنا نفي لما ظنوا أنهم ينفعهم كأنه{[32145]} كان المعنى : لا ينفعهم ذلك .
{ جرم أنهم في الآخرة } ، أي : كسب ذلك الفعل لهم الخُسْران{[32146]} ، ف( أن ) عنده في موضع نصب{[32147]} .
وقال الكسائي : المعنى : ( لا صد ، ولا مَنْع عن أنهم ){[32148]} . فإنَّ في موضع نصب أيضا ، فحذف الخافض . وحُكِيَ : ( لا جر ) بغير ميم لغة{[32149]} ناس من فزارة{[32150]} .
وحكى/ الفراء : ( لاذا جرم لغة لبني عامر{[32151]} .
وقال الفراء : هي كلمة كانت في الأصل ، والله أعلم ، بمنزلة : لابد أنك قائم ، ولا محالة أنك قائم ، فكثرت حتى صارت منزلة ( حقا ){[32152]} .
تقول العرب : لا جرم لآتينك{[32153]} ، ولا جرم لقد أحسنت إليك ، وأصلها من جرمت ، أي : كسبت الشيء{[32154]} .
وذكر ابن مجاهد عن بعض القراء ، وهو حمزة{[32155]} : ولا جرم بالمد{[32156]} ، وكان يأخذ به بمعنى الآية : حق أن هؤلاء الذين هذه صفتهم ، هم الأخسرون في الآخرة : باعوا منازلهم في الجنة ، بمنازلهم في النار ، وذلك{[32157]} هو{[32158]} الخسران المبين{[32159]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.