وقوله : { وَذَرُواْ ما بَقِيَ مِنَ الرِّبَا . . . }
يقول القائل : ما هذا الربا الذي له بقيَّة ، فإن البقيَّة لا تكون إلاَّ من شيء قد مضى ؟ وذلك أن ثَقِيفا كانت تُرْبِي على قوم من قريش ، فصولحوا على أن يكون ما لَهُمْ على قريش من الربا لا يُحَطّ ، وما على ثَقيف من الربا موضوع عنهم . فلما حلَّ الأجل على قريش ، وطُلب منهم الحقُّ نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ ما بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } فهذه تفسير البقيَّة . وأُمِروا بأخذ رءوس الأموال فلم يجدوها متيسّرة ، فأبوا أن يحطُّوا الربا ويؤخّروا رءوس الأموال ، فأنزل الله تبارك وتعالى : { وَإنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلىَ مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَّدّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } . { وإن كان ذو عُسْرة } من قريش { فنظرة } يا ثقيف ( إلى ميسرة ) وكانوا محتاجين ، فقال - تبارك وتعالى - : { وأن تصدّقوا } برءوس الأموال { خير لكم } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.