{ يا أيها الذين آمَنُواْ اتقوا الله } أي أطيعوا الله ولا تعصوه فيما نهاكم من أمر الرِّبا { وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الربا إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } أي مصدقين بتحريمه .
وقال أهل اللغة : إن الحقيقة على ثلاثة أوجه : إن بمعنى ما ، كقوله : { إِنِ الكافرون } { إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحدة فَإِذَا هُمْ خامدون } [ يس : 29 ] . وإن بمعنى لقد ، كقوله { وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً } [ الإسراء : 108 ] . { تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }[ الشعراء97 ] . { قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ } [ الصافات : 56 ] ، { فكفى بالله شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لغافلين }[ يونس : 29 ] ، وإن بمعنى إذ كقوله : وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ، { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الاٌّعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }[ آل عمران :139 ] ، { يا أيها الذين آمَنُواْ اتقوا الله وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الربا إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } [ البقرة : 278 ] نزلت هذه الآية في نفر من بني ثقيف ، وفي بني المغيرة من قريش ، وكانت ثقيف يربون لبني المغيرة في الجاهلية ، وكانوا أربعة إخوة منهم مسعود وعبد ياليل وأخواهما يربون لبني المغيرة ، فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على أهل مكة ، وضع الرِّبا كله ، وكان أهل الطائف قد صالحوا على أن لهم رباهم على الناس يأخذونه ، وما كان عليهم من رباً للناس ، فهو موضوع عنهم لا يؤخذ منهم ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لهم كتاباً ، وكتب في أسفله إنَّ لكم ما للمسلمين ، وعليكم ما عليهم ، فلما حلّ الأجل طلب ثقيف رباهم ، فاختصموا إلى أمير مكة ، وهو عتاب بن أسيد ، فكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية { يا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ اتقوا الله وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الربا إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } يعني مصدقين بتحريم الرِّبا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.