معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَمِن رَّحۡمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (73)

وقوله : { جَعَلَ لَكُمُ الْلَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ73 }

إن شئت جَعلت الهاء راجعةً على الليلِ خاصّة وأَضمرت للابتغاء هاء أخرى تكون للنهار ، فذلك جَائز . وإن شئت جعلت الليل والنهار كالفعلين لأنهما ظُلْمة وضوء ، فرَجعت الهاء في ( فيه ) عليهما جميعاً ، كما تقول : إقبالُك وإدباركَ يُؤذيني ؛ لأنهما فعل والفعل يَرَدّ كثيره وتثنيته إلى التوحيد ، فيكون ذلك صواباً .