فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمِن رَّحۡمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (73)

{ ومن رحمته } تعالى { جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه } أي في الليل { ولتبتغوا من فضله } أي في النهار بالسعي في المكاسب وفيه مدح للسعي في طلب الرزق ، وهو لا ينافي التوكل { ولعلكم تشكرون } أي ولكي تشكروا نعمة الله عليكم ، وهذه الآية من باب اللف والنشر ، واعلم أنه وإن كان السكون في النهار ممكنا ، وطلب الرزق في الليل ممكنا ، وذلك عند طلوع القمر على الأرض ، أو عند الاستضاءة بشيء مما له نور كالسراج ، لكن ذلك قليل نادر ، مخالف لما يألفه العباد فلا اعتبار به .