الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمِن رَّحۡمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (73)

( ت ) : وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ : { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الليل والنهار لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبتَغُوا مِن فَضْلِهِ } [ القصص : 73 ] .

معناها بيِّنٌ ، وينبغي للعَاقِل أَن لا يجعلَ ليلَهُ كُلَّهُ نَوْماً فَيَكونَ ضَائِعَ العُمْرِ جِيفَةً بالليلِ بطَّالاً بالنَّهَارِ ، كما قيل : [ الطويل ]

نَهَارُكَ بَطَّالٌ وَلَيْلُكَ نَائِم *** كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ البَهَائِمُ

فإنْ أرَدْتَ أَيُّهَا الأخ أن تكونَ من الأَبرَارِ فعليكَ بالقيامِ في الأَسْحَارِ ، وقد نقل صاحبُ «الكوكب الدري » عن البزار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أَتَدْرُونَ مَا قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمَانَ لِسُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : يَا بُنَيَّ ، لاَ تُكْثِرِ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَإنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ بِاللَّيْلِ ، يَدَعُ الرَّجُلُ فَقِيراً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) انتهى . وابتغاء الفضل : هو بالمَشي والتصرُّفِ .