معاني القرآن للفراء - الفراء  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (9)

وقوله : { مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ } .

خفضها الأعمش فقال : الْجمعة ، وثقلها عاصم وأهل الحجاز ، وفيها لغة : جُمَعَة ، وهي لغة لبني عقيل لو قرئ بها كان صوابا . والذين قالوا : الجمعة : ذهبوا بها إلى صفة اليوم أنه يوم جُمَعَة ؛ كما تقول : رجل ضُحَكة للذي يُكثر الضحك .

وقوله : { فَاسْعَوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } .

وفي قراءة عبد الله : «فامضوا إلى ذكر الله » ، والمضي والسعي والذهاب في معنى واحد ؛ لأنك تقول للرجل : هو يسعى في الأرض يبتغي من فضل الله ، وليس هذا باشتداد .

وقد قال بعض الأئمة : لو قرأتها : «فاسعوا » لاشتددت يقول : لأسرعت ، والعرب تجعل السعي أسرع من المضي ، والقول فيها القول الأول .

وقوله : { وَذَرُواْ الْبَيْعَ } .

إذا أمر بترك البيع فقد أمر بترك الشراء ؛ لأن المشترِى والبيِّع يقع عليهما البيِّعان ، فإذا أذن المؤذن من يوم الجمعة حرم البيع والشراء [ 199/ا ] .