معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَنَادَىٰٓ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأَعۡرَافِ رِجَالٗا يَعۡرِفُونَهُم بِسِيمَىٰهُمۡ قَالُواْ مَآ أَغۡنَىٰ عَنكُمۡ جَمۡعُكُمۡ وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَكۡبِرُونَ} (48)

وقوله : { وَنادَى أَصْحابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ . . . }

وذلك أنهم على سُور بين الجنة والنار يقال له الأعراف ، يرون أهل الجنة فيعرفونهم ببياض وجوههم ، ويعرفون أهل النار بسواد وجوههم ، فذلك قوله : { يعرِفون كلا بسيماهم } . وأصحاب الأعراف أقوام اعتدلت حسناتهم وسيئاتهم فقصَّرت بهم الحسنات عن الجنَّة ، ولم تبلغ بهم سيئاتهم النار ، كانوا موقوفين ثم أدخلهم الله الجنة بفضل رحمته .