لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَنَادَىٰٓ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأَعۡرَافِ رِجَالٗا يَعۡرِفُونَهُم بِسِيمَىٰهُمۡ قَالُواْ مَآ أَغۡنَىٰ عَنكُمۡ جَمۡعُكُمۡ وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَكۡبِرُونَ} (48)

قوله تعالى : { ونادى أصحاب الأعراف رجالاً } يعني ونادى أصحاب الأعراف رجالاً كانوا عظماء في الدنيا وهم من أهل النار { يعرفونهم بسيماهم } يعني سيما أهل النار { قالوا } يعني أصحاب الأعراف لهؤلاء الذين عرفوهم في النار { ما أغنى عنكم جمعكم } يعني ما كنتم تجمعون من الأموال والعدد في الدنيا { وما كنتم تستكبرون } يعني وما أغنى عنكم تكبركم عن الإيمان شيئاً . قال الكلبي : ينادونهم وهم على السور يا وليد بن المغيرة يا أبا جهل بن هشام يا فلان ويا فلان ثم ينظرون إلى الجنة فيرون فيها الفقراء والضعفاء ممن كانوا يستهزئون بهم مثل سلمان وصهيب وخباب وبلال وأشباههم فيقول أصحاب الأعراف لأولئك الكفار .