اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَنَادَىٰٓ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأَعۡرَافِ رِجَالٗا يَعۡرِفُونَهُم بِسِيمَىٰهُمۡ قَالُواْ مَآ أَغۡنَىٰ عَنكُمۡ جَمۡعُكُمۡ وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَكۡبِرُونَ} (48)

لمَّا بين بقوله : وإذا صرت أبصارهم تلقاء أصحاب النَّار " أتبعه أيضاً بأن أصحاب الأعراف ينادون رجالاً من أهل النار ، فاستغنى عن ذكر النار ؛ لأنَّ الكلام المذكور لا يليق إلا بهم ، وهو قولهم : { مَا أغنى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ } .

قوله : " مَا أغْنَى " يجوز أن تكون استفهامية للتوبيخ والتقريع ، وهو الظاهر ، ويجوزُ أن تكون نافية .

وقوله : " وما كنتم " " ما " مصدرية ليُنْسَق مصدرٌ على مثله أي : ما أغنى عنكم جمعكم المال والاجتماع والكثرة وكونكم مستكبرين عن قَبُولِ الحقِّ ، أو استكباركم على الناس .

وقرئ{[16196]} " تَسْتَكْثِرُون " بثاء مُثلثة من الكثرة .


[16196]:ينظر: الكشاف 2/108، والمحرر الوجيز 2/405، والبحر المحيط 4/306، والدر المصون 3/276.