التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَنَادَىٰٓ أَصۡحَٰبُ ٱلۡأَعۡرَافِ رِجَالٗا يَعۡرِفُونَهُم بِسِيمَىٰهُمۡ قَالُواْ مَآ أَغۡنَىٰ عَنكُمۡ جَمۡعُكُمۡ وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَكۡبِرُونَ} (48)

قوله تعالى : ( ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون )

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : ( أصحاب الأعراف ) رجال كانت لهم ذنوب عظام وكان حسم أمرهم لله ، يقومون على الأعراف ، فإذا نظروا إلى أهل الجنة طمعوا أن يدخلوها ، وإذا نظروا إلى أهل النار تعوذوا بالله منها ، فأدخلوا الجنة . فذلك قوله تعالى ( أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ) يعني أصحاب الأعراف ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ) .

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن أصحاب الأعراف قالوا لرجال من أهل النار : يعرفونهم بسيماهم لم ينفعكم ما كنتم تجمعونه في الدنيا من المال ، ولا كثرة جماعتكم و أنصاركم ، ولا استكباركم في الدنيا .

وبين في مواضع أخر وجه ذلك : وهو أن الإنسان يوم القيامة ، يحشر فردا ، لا مال معه ، ولا ناصر ، ولا خادم ، ولا خول . وأن استكباره في الدنيا يجزي به عذاب الهون في الآخرة ، كقوله ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ) .