الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (31)

قوله تعالى : { مِّنَ السَّمَآءِ } : " مِنْ " يجوز أَنْ تكونَ لابتداء الغاية ، وأن تكونَ للتبعيضِ ، وأن تكونَ لبيان الجنس ، ولا بد على هذين الوجهين من تقديرِ مضافٍ محذوف ، أي : من أهل السماء .

قوله : { أَمْ } هذه " أم " المنقطعة لأنه لم تتقدَّمْها همزةُ استفهام ولا تسوية ، ولكن إنما تُقَدَّر هنا ب " بل " وحدها دونَ الهمزة . وقد تقرَّر أن المنقطعةَ عند الجمهور تُقَدَّر بهما ، وإنما لم تتقدَّرْ هنا ب " بل " والهمزةِ ، لأنَّها وقع بعدها اسم استفهام صريح وهو " مَنْ " ، فهو كقوله تعالى : { أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [ النمل : 84 ] . والإِضرابُ هنا على القاعدةِ المقررة في القرآن أنه إضرابُ انتقالٍ لا إضرابُ إبطالٍ