قوله تعالى : { إِلاَّ اعْتَرَاكَ } : الظاهرُ أن ما بعد " إلا " مفعول بالقول قبله ، إذ المرادُ : إن نقول إلا هذا اللفظَ فالجملةُ محكيةٌ نحو قولك : " ما قلت إلا زيد قائم " . وقال أبو البقاء : " الجملةُ مفسرةٌ لمصدرٍ محذوف ، التقدير : إن نقول إلا قولاً هو اعتراك ، ويجوز أن يكونَ موضعُها نصباً ، أي : ما نذكر إلا هذا القول " وهذا غير مُرْضٍ ؛ لأن الحكاية بالقول معنى ظاهر لا يَحْتاج إلى تأويل ، ولا إلى تضمينِ القولِ بالذِّكْر .
وقال الزمخشري : " اعتراك " مفعول " نقول " و " إلا " لغوٌ ، أي : ما نقول إلا قولنا " اعتراك " . انتهى . يعني بقولَه " لَغُو " أنه استثناءٌ مفرغ ، وتقديره بعد ذلك تفسيرُ معنى لا إعراب ، إذ ظاهرُه يقتضي أن تكونَ الجملةُ منصوبةً بمصدر محذوف ، ذلك المصدرُ منصوبٌ ب " نقول " هذا الظاهر . ويُقال : اعتراه بكذا يَعْتريه ، وهو افتعلَ مِنْ عَراه يَعْرُوه إذا أصابَه ، والأصل : اعْتَرَوَ من العَرَوْ ، مثل : اغتَرَوا مِن الغَزْو ، فتحرك حرفُ العلة وانفتح ما قبله فقُلب ألفاً ، وهو يتعدَّى لاثنين ثانيهما بحرف الجر .
قوله : { أَنِّي بَرِيءٌ } يجوز أن يكون من باب الإِعمال لأنَّ " أُشْهِدُ " يطلبُه ، و " اشْهدوا " يطلبه أيضاً ، والتقدير : أُشْهد اللَّه على أنه بريء ، واشهدوا أنتم عليه أيضاً ، ويكون من إعمال الثاني ، لأنه لو أَعْمل الأول لأضمر في الثاني : ولا غَرْو في تنازع المختلفين في التعدي واللزوم .
و " مِمَّا تُشْركون " يجوز أن تكونَ " ما " مصدريةً ، أي : مِنْ إشراككم آلهةً مِنْ دونه ، أو بمعنى الذي ، أي : مِن الذين تشركونه مِن آلهةٍ مِن دونه ، أي أنتم الذين تجعلونها شركاءَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.