الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَتِلۡكَ عَادٞۖ جَحَدُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَعَصَوۡاْ رُسُلَهُۥ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٖ} (59)

قوله تعالى : { جَحَدُواْ } : جملةٌ مستأنفة سِيقت للإِخبار عنهم بذلك ، وليسَتْ حالاً مِمَّا قبلها ، و " جَحَد " يتعدى بنفسه ، ولكنه ضُمِّن معنى كفر ، فيُعدَّى بحرفه ، كما ضَمَّن " كفر " معنى " جحد " فتعدى بنفسه في قوله بعد ذلك في قوله : { كَفَرُواْ رَبَّهُمْ } [ هود : 60 ] . وقيل : إنَّ " كفر " ك شكر " في تعدِّيه بنفسِه تارةً وبحرف الجر أخرى .

والجبَّار تقدَّم اشتقاقه والعنيد :/ الطاغي المتجاوزُ في الظلم مِنْ قولهم " عَنَد يَعْنِد " إذا حادَ عن الحق من جانبٍ إلى جانب . قيل : ومنه " عندي " الذي هو ظرف ؛ لأنه في معنى جانِب ، من قولك : عندي كذا ، أي في جانبي . وعن أبي عبيد : العنيد والعنود والعاند والمُعاند كلُّه المعارِض بالخلاف .