تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِن نَّقُولُ إِلَّا ٱعۡتَرَىٰكَ بَعۡضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوٓءٖۗ قَالَ إِنِّيٓ أُشۡهِدُ ٱللَّهَ وَٱشۡهَدُوٓاْ أَنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ} (54)

وقوله تعالى : ( إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ) قيل : هو كان يسب آلهتهم ، ويذكرهم بالعيب ، فيقولون : إنه يعتريك من [ ذكر بعض آلهتنا سوء ، أو تصيبك ][ في الأصل وم : بعض آلهتنا بسوء أو يصيبوك ] بجنون أو خبل ، فلا نحب أن يصيبك منها [ شيء ][ ساقطة من الأصل وم ] ، فاجتنبها سالما . فذلك يخرج منهم مخرج الامتنان ؛ أي إنما ننهاك عن سب آلهتنا وذكر العيب فيها إشفاقا عليك لئلا يصيبك شيء منها .

وقال ابن عباس رضي الله عنه قالوا : شتمت آلهتنا ، فخبلتك ، وأصابتك بالجنون ؛ فتأويله ، والله أعلم : أنك إنما تدعونا إليه ، وتدعي ما تدعي لما أصابتك آلهتنا بسوء ، واعترتك بجنون ؛ كانوا يخوفونه أن تصيبه[ في الأصل وم : تصيب ] آلهتهم بسوء بترك عبادتها على ما كانوا يرجون ، ويطمعون بعبادتهم إياها وشفاعتها[ في الأصل وم : شفاعتهم ] لهم .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ) به ، وتعبدونه من الآلهة .