الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (252)

قوله تعالى : { تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ } : مبتدأٌ وخبرٌ ، و " نَتْلوها " فيه قولان ، أحدُهما : أن تكونَ حالاً ، والعاملُ فيها معنى الإِشارة . والثاني أن تكونَ مستأنفةً فلا محلَّ لها . ويجوزُ غيرُ ذلك ، وأَخْذُه مِمّا مضى سَهْلٌ وأُشير إليها إشارةُ البعيدِ لِما تقدَّم في قولِه : { ذَلِكَ الْكِتَابُ } [ البقرة : 2 ] . قوله : " بالحقِّ " يجوزُ فيه أن يكونَ حالاً من مفعولِ " نَتْلوها " أي : ملتبسةً بالحق ، أو مِنْ فاعِله ؛ أي : نَتْلوها ومعنا الحقُّ ، أو من مجرورِ " عليك " أي : ملتبساً بالحق .