الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (250)

قوله تعالى : { بَرَزُواْ لِجَالُوتَ } : في هذه اللام وجهان ، أحدُهما : أنَّها تتعلَّق ببرزوا ، والثاني : أنها تتعلَّقُ بمحذوفٍ على أنها ومجرورَها حالٌ من فاعلِ " بَرَزوا " قال أبو البقاء : " ويجوزُ أن تكونَ حالاً أي : برزوا قاصدين لجالوتَ " . ومعنى برزوا صاروا إلى بَراز من الأرض ، وهو ما انكشَفَ منها واستوى ، ومنه المُبَارَزَةُ في الحَرْبِ لظهورِ كلِّ قِرْن لصاحبهِ . وفي ندائِهِم بقولِهم : " رَبَّنا " اعترافٌ منهم بالعبودية وطلبٌ لإِصلاحهم لأنَّ لفظة " الرب " تُشْعر بذلك دونَ غيرها ، وأتوا بلفظِ " على " في قولهم : " أَفْرِغ علينا " طلباً لأنْ يكونَ الصبرُ مستعلياً عليهم وشاملاً لهم كالظرفِ .