الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَحۡسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (7)

قوله : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ } : يجوزُ أَنْ يكونَ مرفوعاً بالابتداءِ ، والخبرُ جملةُ القسمِ المحذوفةُ وجوابُها ، أي : واللَّهِ لنُكَفِّرَنَّ . ويجوز أَنْ يكونَ منصوباً بفعلٍ مضمرٍ على الاشتغال أي : ولَيُخَلِّصَنَّ الذين آمنُوا مِنْ سيئاتهم .

قوله : { أَحْسَنَ الَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } قيل : على حَذْفِ مضافٍ أي : ثوابَ أحسنِ . والمرادُ ب " أَحْسَن " هنا مجردُ الوصفِ . قيل : لئلا يَلْزَمَ أَنْ يكونَ جزاؤُهم بالحُسْن مسكوتاً عنه . وهذا ليس بشيءٍ ؛ لأنه من بابِ الأَوْلى إذا جازاهم بالأحسنِ جازاهم بما دَوْنَه فهو من التنبيهِ على الأَدْنى بالأعلى . قوله : { وَالَّذِينَ آمَنُواْ } : يجوز فيه الرفعُ على الابتداء ، والنصبُ على الاشتغالِ .