تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَحۡسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (7)

الآية 7 وقوله تعالى : { والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم } كان ما عملوا من الحسنات والصالحات يكفر بها سيئاتهم .

وقوله تعالى : { ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون } هذا يحتمل وجوها :

أحدها : أن جزاءهم الذي يجزون بتلك الأعمال أحسن من أعمالهم التي عملوا لأن قدر ذلك الجزاء عندهم أعظم وأحسن من قدر أعمالهم ، إذ ليس لأعمالهم عندهم كثير قيمة وقدر ، إذ منهم من يحيي ليلة بدرهم وبما يسد به حاجته في يوم وليلة .

والثاني : أن الأعمال التي يعملها الناس( {[15642]} ) تكون على وجوه : سيئات تكفر بالتوبة أو بما يعاقبون عليها ، وحسنات يجزون بها الثواب الجزيل ، وإباحات يعملونها( {[15643]} ) لحوائج أنفسهم [ لا يعاقبون عليها ]( {[15644]} ) ولا يثابون . فيقول ، والله أعلم { ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون } وهو الحسنات والخيرات [ التي ] ( {[15645]} ) عملوها .

[ والثالث ] ( {[15646]} ) : أن يكون قوله : { ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون } أن يكفّر سيئاتهم بنوع من الحسنات ، ويثابوا{[15647]}على أحسنها ، وهو ما قال : { لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون } والله أعلم بذلك .


[15642]:في الأصل وم: المرء.
[15643]:في الأصل وم: يعملون.
[15644]:في الأصل وم: مما لا يعاقبون عليها.
[15645]:ساقطة من الأصل وم.
[15646]:في الأصل وم: أو.
[15647]:في الأصل وم: ويثابون.