فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَحۡسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (7)

{ والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيآتهم } أي لنبطلنها حتى بمنزلة ما لم يعمل ؛ والتكفير إذهاب السيئة بالحسنة ، والمراد بالسيئة الشرك والمعاصي وتكفيرها هو الإيمان والتوبة والآية تستدعي وجود السيئات حتى تكفر والوجه فيه أنه ما من مكلف إلا وله سيئة أما غير الأنبياء فظاهر وأما الأنبياء فلأن ترك الأفضل منهم كالسيئة من غيرهم ، ولهذا قال تعالى : { عفا الله عنك لم أذنت لهم ؟ }

{ ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون } أي : بأحسن جزاء أعمالهم ، وقيل : بجزاء أحسن أعمالهم هو المراد بأحسن مجرد الوصف لا التفضيل ، لئلا يكون جزاؤهم بالحسن مسكوتا عنه ، وهذا ليس بشيء لأنه من باب الأولى فإنه إذا جازاهم بالأحسن جازاهم بما دونه فهو من التنبيه على الأدنى بالأعلى ، وقيل : معناه نعطيهم أكثر مما عملوا ، وأحسن منه كما في قوله : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }