الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمۡ فَهُمۡ غَٰفِلُونَ} (6)

قوله : { لِتُنذِرَ } : يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بِ تنزيل أو بمعنى المرسلين ، يعني بإضمارِ فِعْل يَدُلُّ عليه هذا اللفظُ أي : أَرْسَلْناك لتنذِرَ .

قوله : { مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ } يجوزُ أَنْ تكونَ " ما " هذه بمعنى الذي ، وأَنْ تكونَ نكرةً موصوفةً . والعائدُ على الوجهين مقدَّرٌ أي : ما أُنْذِرَه آباؤهم فتكونُ " ما " وصلتُها أو وَصْفُها في محلِّ نصب مفعولاً ثانياً لقولِه : " لتُنْذِرَ " كقولِه : { إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً } [ النبأ : 40 ] والتقدير : لتنذرَ قوماً الذي أُنْذِرَه آباؤهم مِن العذابِ ، أو لتنذرَ قوماً عذاباً أُنْذِرَه آباؤهم . ويجوز أَنْ تكونَ مصدريةً أي : إنذارَ آبائهم أي : مثلَه . ويجوزُ أَنْ تكونَ نافيةً ، وتكونُ الجملةُ المنفيةُ صفةً ل " قوماً " أي : قوماً غيرَ مُنْذَرٍ آباؤهم . ويجوزُ أَنْ تكونَ زائدةً أي : قوماً أُنْذِر آباؤهم ، والجملةُ المثبتةُ أيضاً صفةٌ ل " قوماً " قاله أبو البقاء وهو مُنافٍ للوجهِ الذي قبلَه .