قوله : { لِتُنْذِرَ } يجوز أن يتعلق ب «تَنْزِيلُ »{[45699]} أو بمعنى المرسلين يعني بإضمار فعل يدل عليه هذا اللفظ أي أرْسَلْنَاك لِتُنْذِرَ .
قوله : { مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ } يجوز أن تكون «ما » هذه بمعنى الذي{[45700]} ، وأن تكون نكرة موصوفة والعائد{[45701]} على الوجهين مُقَّدرٌ{[45702]} .
أي ما أنذره آباؤهم فتكون ما وصلتها أو وصفتها في محل نصب مفعولاً ثانياً لقوله : { لِتُنذِر } كقوله : { إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً } [ النبأ : 40 ] أو التقدير لِتُنْذِرَ قَوْماً الذي أُنْذِرَهُ آبَاؤُهُمْ من العذاب ، أو لتنذر قوماً عذاباً أُنْذِرَهُ آبَاؤُهُمْ{[45703]} .
ويجوز أن تكون مصدرية{[45704]} أي إنْذَار آبَائِهِم أي مثله . ويجوز أن تكون ما نافية{[45705]} ، وتكون الجملة المنفية صفة ل «قوماً » أي قوماً غير منذر آباؤهم . ويجوز أن تكون زائدة أي قوماً أنذر آباؤهم . والجملة المثبتة أيضاً صفة ل «قوماً » . قاله أبو البقاء{[45706]} .
وهو مناف للوجه الذي قبله . فعلى قولنا ما نافية ، فالمعنى ما أنذر آبَاؤُهُم الأَدْنونَ وإن قلنا : ما للإثبات فالمعنى ليُنْذَرُوا{[45707]} بما أنذر آباؤهم الأولون . وقوله : { فَهُمْ غَافِلُونَ } أي عن الإيمان والرشد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.