فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمۡ فَهُمۡ غَٰفِلُونَ} (6)

{ لِتُنذِرَ } يجوز أن يتعلق بتنزيل أو بفعل مضمر يدل عليه لمن المرسلين أي أرسلناك لتنذر { قَوْمًا } أي العرب وغيرهم .

{ مَّا أُنذِرَ } ما : هي النافية أي لم تنذر { آبَاؤُهُمْ } ويجوز أن تكون ما موصولة أو موصوفة أي : لتنذر قوما الذي أنذر آباؤهم ، أو لتنذرهم عذابا أنذره آباؤهم ، أو مصدرية أي إنذار آبائهم ، وعلى القول بأنها نافية المعنى ما أنذر آباؤهم برسول من أنفسهم ، ويجوز أن يراد ما أنذر آباؤهم الأقربون لتطاول مدة الفترة ، وإلا فآباؤهم الأبعدون قد أنذروا بإسماعيل وبعيسى ومن قبلهما .

{ فَهُمْ غَافِلُونَ } أي فهم بسبب ذلك غافلون أو فهم غافلون عما أنذرنا به آباءهم ، قال أبو السعود : الضمير للفريقين أي فهم جميعا غافلون وقد ذهب أكثر أهل التفسير إلى أن المعنى على النفي ، وهو الظاهر من النظم القرآني لترتيب فهم غافلون على ما قبله .