فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمۡ فَهُمۡ غَٰفِلُونَ} (6)

واللام في { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ ءابَاؤُهُمْ } يجوز أن تتعلق ب{ تنزيل } ، أو بفعل مضمر يدلّ عليه { من المرسلين } : أي أرسلناك لتنذر ، و{ ما } في { مَّا أُنذِرَ ءابَاؤُهُمْ } هي : النافية أي لم ينذر آباؤهم ، ويجوز أن تكون موصولة أو موصوفة : أي لتنذر قوماً الذي أنذره آباؤهم ، أو لتنذرهم عذاباً أنذره آباؤهم ، ويجوز أن تكون مصدرية : أي إنذار آبائهم ، وعلى القول بأنها نافية يكون المعنى : ما أنذر آباؤهم برسول من أنفسهم ، ويجوز أن يراد ، ما أنذر آباؤهم الأقربون لتطاول مدة الفترة ، وقوله : { فَهُمْ غافلون } متعلق بنفي الإندار على الوجه الأوّل : أي لم ينذر آباؤهم ، فهم بسبب ذلك غافلون ، وعلى الوجوه الآخرة متعلق بقوله { لتنذر } أي { فهم غافلون } عما أنذرنا به آباءهم ، وقد ذهب أكثر أهل التفسير إلى أن المعنى على النفي ، وهو الظاهر من النظم لترتيب فهم غافلون على ما قبله .

/خ12