قوله تعالى : { يُؤْمِنُونَ } : فيه وجهان ، أحدُهما : انه حالٌ : إمَّا من " الذين " ، وإمَّا من واو " أُوتوا " . و " بالجِبْتِ " متعلق به ، " ويقولون " عطفٌ عليه ، و " للذين " متعلِّقٌ ب " يقولون " واللام : إمَّا للتبليغ وإمَّا للعلِة كنظائرِها . " وهؤلاء أَهْدَى " مبتدأٌ وخبرٌ في محلِّ نصبٍ بالقول . و " سبيلاً " تمييزٌ . والثاني : أنَّ " يؤمنون " مستأنف ، وكأنه تعجَّبَ مِنْ حالِهم ، إذ كان ينبغي لِمَنْ أُوتي نصيباً من الكتاب ألاَّ يفعلَ شيئاً مِمَّا ذُكِر فيكونُ جواباً لسؤالٍ مقدر ، كأنه قيل : ألا تعجَبُ من حالِ الذين أوتوا نصيباً من الكتاب ؟ فقيل : وما حالُهم ؟ فقال : يؤمنون ويقولون ، وهذان منافيان لحالِهم .
والجِبْتُ : هو الجِبْسُ بالسينِ المهملةِ ، أُبْدِلَتْ تاءً ، كالنات والأكيات وست في : الناس والأكياس وسِدْس ، قال :
1594 . . . . . . . . . . . *** شرارُ الناتِ ليسوا بأجوادٍ ولا أَكْياتِ
والجِبْس : هو الذي لاخيرَ عنده ، يُقال : رجلٌ جِبْسٌ وجِبْتٌ أي : رَذْل ، قيل : وإنَّما ادَّعَى قلبَ السينِ تاءً لأنَّ مادة جَ بَ تَ مهملةٌ ، وهذا قولُ قطرب ، وغيره يجعلُها مادةً مستقلة ، وقيل : الجِبْت : الساحر بلغةِ الحبشة ، ويُطلق الجبتُ على كل ما عُبِد مِنْ دونِ الله ، ولدلك سَمَّوا به صنماً بعينِه . والطاغوتُ تقدَّم تفسيرُه وتصريفُه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.