الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا} (48)

وقوله تعالى : { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ } : مستأنفٌ ، وليس عطفاً على " يَغْفر " الأولِ لفسادِ المعنى . والفاعل في " يشاء " ضميرٌ عائد على الله تعالى ، ويُفْهَمُ مِنْ كلامِ الزمخشري أنه ضميرٌ عائدٌ على " مَنْ " في " لِمَنْ " ؛ المعنى عنده : إنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ الشرك لمن لا يشاء أن يغفر له ، بكونهِ مات على الشرك غيرَ تائبٍ منه ، ويغفرُ ما دونَ ذلك لمَنْ يشاءُ أَنْ يغفرَ له بكونهِ مات تائباً من الشرك " ، و " لِمَنْ يشاء " متعلقٌ ب " يغفر " .