الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَإِذٗا لَّأٓتَيۡنَٰهُم مِّن لَّدُنَّآ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (67)

و { وَإِذاً } : حرفُ جوابٍ وجزاءٍ . وهل هذان المعنيان لازِمان لها ، أو تكونُ جواباً فقط ؟ قولان ، الأول قول الشلوبين تَبَعاً لظاهر قول سيبويه . والثاني : قول الفارسي ، فإذا قال القائل : " أزورُك غداً " فقلت : " إذن أكرمَك " فهي عنده جواب وجزاء ، وإذا قلت " إذاً أظنَّك صادقاً " كانت حرفَ جواب فقط ، وكأنه أخذ هذا من قرينة الحال ، وقد تقدَّم أنها من النواصِب للمضارع بشروطٍ ذُكِرت . وقال أبو البقاء : " وإذَنْ جوابٌ ملغاةٌ " فظاهرُ هذه العبارةِ موافقٌ لقول الفارسي ، وفيه نظرٌ ، لأن الفارسيَّ لا يقول في مثلِ هذه الآية إنها جواب فقط ، وكونُها جواباً يحتاجُ إلى شيءٍ مقدَّرٍ . قال الزمخشري : وإذن جوابٌ لسؤالٍ مقدَّرٍ كأنه قيل : وماذا يكون لهم بعد التثبيتِ أيضاً فقيل : لو تثبتوا لآتيناهم لأنَّ " إذَنْ " جوابٌ وجزاء . و " مِنْ لَدُنّا " فيه وجهان أظهرُهما : أنه متعلقٌ ب " آتيناهم " والثاني : أنه متعلقٌ بمحذوف لأنه حالٌ من " أجراً " ؛ لأنه في الأصل صفةُ نكرةٍ قُدِّمَتْ عليها ، و " أجراً " مفعولٌ ثانٍ ل " آتيناهم " .