قوله : { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ } " منكم " خبر مقدم ل " إنَّ " واسمُها " لَمَنْ " دخلت اللام على الاسم تأكيداً لَمَّا فُصِل بينه وبينها بالخبر ، " ومَنْ " يجوزُ أن تكونَ موصولةً أو نكرةً موصوفةً ، واللامُ في " لَيُبَطِّئَنْ " فيها قولان ، أصحُّهما : انها جوابُ قسمٍ محذوفٍ تقديره : أقسم الله ليبطِّئَن ، والجملتان - أعني القسمَ وجوابه - صلةٌ ل " مَنْ " أو صفةٌ هلا على حَسَبِ القولين المتقدمين ، والعائدُ على كلا التقديرين هو الضمير المرفوعُ ب " ليبطِّئن " والتقديرُ : وإنَّ منكم للذي - أو لفريقاً " واللَّهِ ليبطِّئن .
واستدلَّ بعضُ النحاةِ بهذه الآيةِ على أنه يجوز وصلُ الموصولِ بجملةِ القسمِِ وجوابِه إذا عَرِيَتْ جملةُ القسمِ من ضمير عائد على الموصول نحو : " جاء الذي أحلفُ باللَّهِ لقد قام أبوه " وجَعَلَه ردَّاً على قدماء النحاةِ حيث زعموا منعَ ذلك ، ولا دَلالةً في ذلك ، إذ لقائلٍ أن يقول : ذلك القسمُ المحذوفُ لا أقدِّرُه إلا مشتملاً على ضميرٍ عائدٍ الموصول .
والقول الثاني - نقله ابن عطية عن بعضِهم - أنها لام التأكيد بعد تأكيد ، وهذا خطأُ من قائله . والجمهورُ على " لَيُبَطِّئَنْ " بتشديد الطاء ، ومجاهد بالتخفيف ، وعلى كلتا القراءتين يحتمل أن يكون الفعل لازماً ومتعدياً ، يقال : أَبْطَأَ وبَطَّأَ بمعنى بَطُؤَ أي : تكاسل وتثبَّط ، فهذان لازمان ، وإنْ قَدَّر أنهما متعدِّيان فمفعولُهما محذوفٌ أي : ليبطِّئَنْ غيرَه أي : يُثَبِّطه ويُجْبِنُه عن القتال . و " إذا لم أكن " ظرفٌ ناصبُه " أنعم الله " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.