( والحَذَر والحِذْر ) لغتان بمعنىً . قيل : ولم يُسْمَعْ في هذا التركيبِ إلا : " خُذْ حِذْرك " بالكسر لا " حَذَرك " قوله : " ثُباتٍ " نصب على الحال ، وكذا [ " جميعاً " ، والمعنى : انفروا جماعاتٍ في تفرقةٍ سَرِيَّةً بعد سرية أو مجتعين كوكبةً واحدة ] قال الشيخ : ولم يُقْرأ فيما عَلِمْتُ إلا بكسر التاء " . انتهى . وهذه هي اللغة الفصيحة . وبعضُ العرب ينصِبُ جمعَ المؤنثِ السالم ، إذا كان معتلِّ اللام معوَّضاً منها تاءُ التأنيثِ بالفتحة ، وأنشد الفراء .
فلمَّا جَلاها بالأُيام تَحيَّزَتْ *** ثباتاً عليها ذُلُّها واكتئابُها
وقرئ شاذاً : " ويَجْعلون لله البناتَ " بالفتحة . وحُكِي : " سمعتُ لغاتَهم " وزعم الفارسي أنَّ الوارد من ذلك مفردٌ رُدَّتْ لامُه ؛ لأنَّ الأصلَ : " لُغَوَة " فلمَّا رُدَّتِ اللامُ قُلِبَتْ ألفاً ، وقد رُدَّ على الفارسي بأنه يلزمه الجمعُ بين العوض والمعوض منه ، ويَرُدُّ عليه أيضاً القراءةُ المتقدمةُ في " البناتَ " لأنَّ المفردَ منه مكسورُ الفاء ، وهذه المسألةُ قد أوْضَحتُها في كتابي " شرح التسهيل " غايةَ الإِيضاح .
و " ثباتٍ " جمعُ ثُبَة ووزنُها في الأصلِ : فُعَلة كحُطَمة ، وإنما حُذِفت لامُها وعُوِّض منها تاءُ التأنيث ، وهل لامُها واو أو ياء ؟ قولان حجة القول الأول أنها مشتقة من ثَبا يَثْبوا كخلا يَخْلو أي : اجتمع ، وحجةُ الثاني أنها مشتقةٌ من ثَبَيْتُ على الرجل إذا أثنيتُ عليه كأنك جمعت محاسنَة ، وتُجمع بالألف والتاء وبالواو والنون ، ويجوز في فائِها حين تُجمع على " ثُبين " الضمُّ والكسرُ ، وكذا كل أشبهَها نحو : " قُلة " و " بُرة " ما لم تُجْمَعْ جمع تكسير . والثُّبَةُ : الجماعةُ من الرجال تكون فوق العشرة . وقيل : الاثنان والثلاثة ، وتُصَغَّرُ على " ثُبَيَّة " بردِّ المحذوفِ ، وأمَّا " ثُبَةُ الحوضِ " وهي وسَطُه فالمحذوفُ عينُها لأنها من باب يَثُوب الماءُ أي يَرْجِعُ ، تُصَغَّر على " ثُوَيْبة " كقولك في تصغير سَنَة : " سُنَيْهة " .
والنَّفَر : الفَزَعُ ، يقال : نَفَر إليه أي : فَزِع إليه ، وفي مضارعه لغتان : ضمُّ العينِ وكسرُها ، وقيل : يُقال : نَفَر الرجل يَنْفِر بالكسر ، ونَفَرت الدابةُ تنفُر بالضم فَفَرَّقوا بينهما في المضارع ، وهذا الفرق يَرُدُّه قراءة الأعمش " فانفُروا " " أو انفُروا " بالضم فيهما . والمصدرُ : النَّفير والنُّفور والنَّفْر ، والنَّفَر : الجماعةُ كالقوم والرهط .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.