الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَسۡـَٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ} (45)

قوله : { مَنْ أَرْسَلْنَا } : فيه ثلاثةُ أوجهٍ ، أظهرُها : أنَّ " مَنْ " موصولة ، وهي مفعولةٌ للسؤالِ . كأنه قيل : واسأل الذي أرْسَلْناه مِنْ قَبْلِك عَمَّا أُرْسِلوا به ، فإنَّهم لم يُرْسَلوا إلاَّ بالتوحيد . الثاني : أنَّه على حَذْفِ حَرْفِ الجرِّ على أنه المسؤولُ عنه . والمسؤولُ الذي هو المفعولُ الأولُ محذوفٌ ، تقديرُه : واسْأَلْنا عن مَنْ أَرْسَلْناه . الثالث : أنَّ " مَنْ " استفهاميةٌ مرفوعةٌ بالابتداء ، و " أَرْسَلَ " خبرُه . والجملةُ مُعَلِّقَةٌ للسؤالِ ، فتكونُ في محلِّ نصبٍ على إسقاطِ الخافضِ ، وهذا ليس بظاهرٍ ، بل الظاهرُ أنَّ المُعَلِّقَ للسؤال إنما هو الجملةُ الاستفهاميةُ مِنْ قولِه " أَجَعَلْنا " .