قوله : { إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ } : جملةٌ واقعةٌ صفةً لقولِه : " مِنْ آية " فيُحْكَمُ على موضِعها بالجَرِّ اعتباراً باللفظِ ، وبالنصبِ اعتباراً بالمحلِّ ، وفي معنى قولِه : { أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا } أوجهٌ ، أحدها : - قاله ابنُ عطية - وهو أنهم يَسْتَعْظِمون الآيةَ التي تأتي ، لجِدَّةِ أَمْرِها وحُدوثِه ؛ لأنهم أَنِسُوا بتلك الآيةِ السابقةِ فيَعْظُم أَمْرُ الثانيةِ ويَكْبرُ ، وهذا كما قال :
3999 على أنَّها تَعْفُو الكُلُوم ، وإنما *** نُوَكَّلُ بالأَدْنى وإنْ جَلَّ ما يَمْضي
الثاني : ما ذكرَه بعضُهم : مِنْ أنَّ المعنى : إلاَّ هي أكبرُ من أختها السابقةِ ، فحذَفَ الصفةَ للعِلْمِ بها . الثالث : قال الزمخشري : " فإنْ قلتَ : هو كلامٌ متناقضٌ ؛ لأنَّ معناه : ما مِنْ آيةٍ من التسعِ إلاَّ وهي أكبرُ مِنْ كلِّ واحدةٍ منها ، فتكونُ كلُّ واحدةٍ منها فاضلةً ومفضولةً في حالةٍ واحدة . قلت : الغرضُ بهذا الكلامِ وَصْفُهُنَّ بالكبرِ لا يَكَدْنَ يتفاوَتْنَ فيه ، وكذلك العادةُ في الأشياء التي تتقارَبُ في الفضلِ التقاربَ اليسيرَ ، تختلفُ آراءُ الناس في تفضيلِها ، فبعضُهم يفضِّل هذا ، وبعضُهم يفضِّل هذا ، وربما اختلفَتْ آراءُ الواحدِ فيها ، كقول الحماسيِّ :
4000 مَنْ تَلْقَ منهم تَقُلْ لاقَيْتُ سَيِّدَهُمْ *** مثلَ النجومِ التي يَهْدِي بها السَّاري
وقالت الأنمارية في الجُمْلة من أبنائها : ثَكِلْتُهُمْ إنْ كنتُ أعلمُ أيُّهم أفضلُ ، هم كالحَلْقَةِ المُفْرَغَةِ لا يُدْرى أين طرفاها " انتهى كلامُه . وأولُه فظيعٌ جداً كأن العباراتِ ضاقَتْ عليه حتى قال ما قال ، وإنْ كان جوابُه حَسَناً فسؤالُه فظيعٌ . وقد تقدَّم الخلافُ في { يأَيُّهَا السَّاحِرُ } في النور .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.